شرح قصيدة وطن النجوم لغة عربية صف خامس فصل ثاني
شرح قصيدة وطن النجوم لغة عربية صف خامس فصل ثاني
وطن النجوم ! أنا هنا * حدق ، أتذكر من أنا ؟
ألمحت في الماضي البعيد * فتى غريرا أرعنا؟
جذلان يمرح في حقو * لك كالنسيم مدندنا
المقتني المملوك مل * عبة وغير المقتني
يتسلق الأشجار لا * ضجرا يحس ولا ونى
ويعود بالأغصان يب * ريها سيوفا أو قنا
ويخوض في وحل الش * تاء مهلهلا متيمنا
لا يتقي شر العيون * ولا يخاف الألسنا
ولكم تشيطن كي يقول * عنه الناس تشيطنا
أنا ذلك الولد الذي * دنياه كانت هاهنا
معاني الكلمات:
- حدق إليه : حدد النظر إليه
- جذلان : فرحا.
- أرعن : أهوج ، أحمق.
- غريرا : شابا لا تجربة له
- الوني : الضعف والتعب .
شرح أبيات قصيدة وطن النجوم:
وطن النجوم أنا هنا حدق أتذكر من أنا
بدأ الشاعر قصيدته في البيت الأول بمناداته لوطنه بأنه وطن النجوم وذلك لسببين وجيهين :
1- لمكانته العالية والرفيعة
2- لأن وطنه به العديد من الشعراء و المبدعين والعلماء الذين أناروا الطريق للآخرين , ثم بعد ذلك يواصل حديثه بأنه قد عاد الى وطنه بعد غيبة طويلة و يأمر الوطن أن يطيل النظر فيه حتى يتعرف عليه.
ألمحت في ماضي البعيد فتى غريرة ارعنا؟
– يسأل الشاعر الوطن بأن يقول له ألم ترى قبل سنوات طويلة صبية صغيرة لا تجربة له في الحياة , ولا يستطيع الاعتماد على نفسه و هو طائش ومتسرع ولا يفكر بعقله و لكنه يفعل ما يحلو له .
جذلان يمرح في حقولك كالنسيم مدندنا
يبدأ الشاعر من هذا البيت بتذكر أيام الطفولة الجميلة و ما كان يفعله عندما كان صغيرة , فيقول بأن كان يقفز و يلعب وتنطط في المزارع والحقول بكل فرح و سعادة وأنه مثل نسمة الهواء الخفيفة التي تنتقل من مكان إلى آخر .
يتسلق الأشجار لا ضجراً يحس ولا وني
أثناء لعبه في الحقول فأنه يتسلق الأشجار بكل قوة لا يشعر بالخوف أو القلق من السقوط , ولا يشعر بالتعب و الإرهاق عند تسلقه لتلك الأشجار
ويعود بالأغصان يبريها سيوف أو قنا
بعد أن ينزل من فوق الأشجار فانه يكسر بعض الأغصان ويحملها معه من أجل أن يشذبها وينحت منها سيوفا و رمادا يلعب و يلهو بها. . يرسم لنا صورة الفتى الذي اتخذ من أغصان الأشجار سيوفا ، وتبارز بها – لعبا – مع أقرانه
ويخوض في وحل الشتا متهللاً متيمناً
وفي فصل الشتاء وبعد سقوط المطر يذهب ذلك الطائش للمشي في الطين المبلل بماء المطر ويلهو فيه مسرورا مستبشرا و متباركاً بماء المطر لأنه نعمة من الله ولا يخاف على نفسه أن يتسخ بالطين ، ويغوص في وحل الشتاء غير آبه بثيابه .
لا يتقي شر العيون ولا يخاف الألسنا
ولكم تشيطن كي يقول الناس عنه تشيطنا
أنا ذلك الولد الذي دنياه كانت هاهنا
لا يهتم بنظرة الناس إليه وغضبهم ، ومن شدة شقاوة الشاعر ، كانوا يصفونه بالشيطان ، وذلك بسبب الخفة والشغب والطيش الذي تميزت به طفولته .
لقد أبدع الشاعر الرقيق إيليا أبو ماضي في مناجاة وطنه ، ويكفي أن تنظر إلى هذه الأبيات التي تفوح إحساسنا وشوقا وحنينا ، فلقد هاجر الشاعر إلى أمريكا ، واستوطن هناك ردحا من الزمان ، لكنه لم ينس أبدا وطنه الأم ( لبنان ) الذي عرف الحياة والمنشأ فيه .
يعود بنا الشاعر إلى الزمن الماضي وذكريات الصبا والشباب الجميلة ، حيث يقف في مشهد مؤثر ، يرسم صورا من طفولة يغلبها الطيش والشقاوة ، طفولة ترعرعت وسط حقول بلاده الواسعة ، وأشجارها المورقة ، وغصونها الباسقة .