شرح الاستجابة الأدبية والقصة القصيرة والنص الاقناعي لغة عربية صف ثاني عشر فصل أول

شرح الاستجابة الأدبية والقصة القصيرة والنص الاقناعي لغة عربية صف ثاني عشر فصل أول

رحلة مدرسية بلا هواتف خلوية؟

أعتقد أنه لا ينبغي السماح للتلاميذ باصطحاب الهواتف الخلوية معهم في الرحلات المدرسية.

أستند في موقفي هذا إلى عددٍ من الأسباب والمبررات. الأول أن الهاتف الخلوي هو آلة محكمة الصنع ، باهظة الثمن يمكن أن تتحطم، أو تتلف بسهولة، لا سيما وأن التلاميذ يتجولون خلال الرحلات بين أحضان الطبيعة، وقد يسيرون في دروب وعرة، فيسقط منهم الهاتف الخلوي ويتحطم.

أما السبب الثاني فهو أن معظم التلاميذ يستمعون إلى الأغاني بواسطة الهواتف الخلوية، مما يجعلهم غير منتهين لما يدور من حولهم. أقصد أنهم لا يصغون إلى أصوات الطبيعة، مثل: زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وهدير أمواج البحر، فلا يستمتعون بالحلة كما ينبغي، وأتى لهم ذلك وموسيقى الهاتف الخلوي تصم آذانهم؟

والسبب الثالث، وهو أهم الأسباب، يتعلق بالتعليل السابق: بسبب عدم انتباه التلاميذ لما يدور من حولهم فإنهم لا يصغون إلى تعليمات المعلمين، ولا إلى شرح المرشد في الحلة، فتفوتهم معلومات مفيدة، لأنهم غارقون في الاستماع للموسيقى، أو تجدهم يتحدثون بالهاتف مع أحد أصدقائهم.

والسبب الأخير أن الانشغال بالهواتف الخلوية يحول دون اختلاط التلاميذ مع بعضهم البعض، فلا تنشأ صداقات بين التلاميذ من نفس الصف، وكل واحير منهم مشغول إما باللعب بهاتفه، أو بالاستماع إلى الموسيقى، أو التحدث بالهاتف. وهكذا اختفت من الرحلات المدرسية الفكاهات، والأحاديث الطريفة بين الأصحاب، وهو ما يجب أن يتوفر في الحلة الناجحة

أسوق إليكم مثالا يثبت صحة رأيي. في الرحلة الأخيرة لتلاميذي بمناسبة “يوم غرس الأشجار”، لاحظت بعد أن منعتهم من إحضار الهواتف الخلوية، أن التلاميذ صاروا يتحدثون مع بعضهم البعض، ولعبوا ألعابا جماعية شاركوا فيها جميعاً، كما شرعوا بالغناء معا، وسادت بينهم روح الصداقة والوئام. لا شك عندي أن هذه الحلة ستظل ماثلة في ذاكرة هؤلاء التلاميذ لأمير طويل، ولولا منعي التلاميذ من اصطحاب هواتفهم الخلوية لما جرت كل هذه الفعاليات.

ما هو النص الإقناعي ؟

النص الإقناعي هو نص الهدف الأساسي منه إقناع القراء بقبول رأي الكاتب.
وأن يتصرفوا حسب ذلك، أو تحفيزهم على القيام بعمل معين.

كيف نقيع؟

من أجل إقناع القارئ، على الكاتب (أو المتكلم) أن يطرح ادعاءه، أو رأيه، ومن أجل أن يقنع القراء بصحة رأيه يذكر الكاتب مبررات، أدلة وبراهين، معطيات، حقائق، وإحصائيات، تثبت صحة رأيه أو ادعائه، وبمساعدة هذه الوسائل يحاول الكاتب أن يوضح رأيه أو موقفه، ولماذا ينبغي على القراء أن يتفقوا معه في الرأي ويتبنوا موقفه.

يحتوي النص الإقناعي على حقائق وأراء، ومن المهم التمييز بينها:

الحقائق– هي الأقوال، أو الجمل، التي ليست موضع خلاف، الأشياء المتعارف علها كحقائق، والتي يمكن إثبات صحتها.

الآراء – هي ما نفكر فيه عن الحقائق، أو الأفكار، أو معتقدات الأخرين. الكلمات التي تعبر عن معنى شبيه بكلمة ري هي: ادعاء، موقف، وجهة نظر، تخمين، تقدير، حكم، اعتقاد، نقد.

وسائل الإقناع

كي يقنع الكاتب قراءه، أو المستمعين إليه فإنه يستخدم طرائق منطقية، مثل: التبرير، الأمثلة، والمعطيات، والحقائق.
جمل النص الإقناعي قصيرة، ويستخدم بعض الكتاب في النصوص الإقناعة محسنات بلاغية (لفظية ومعنوية). نجد في النصوص الإقناعية أسئلة استنكارية (بلاغية)، سجع، وتكرار بعض الكلمات أو الجمل، ذكر أمثال وحكم مأثورة، أو أشعار من التراث العربي. كما نجد انتقاله من ضمير المتكلم إلى ضمير المخاطب، وأفعال أمر، إسداء نصائح، وذكر مقترحات أو توصيات (عادة في خاتمة المقال).

ركوب الدراجات الهوائية: صحة للنفس والبدن

الدراجة الهوائية وسيلة نقل من عجلتين يحركها الإنسان بقواه الذاتية، وأحيانا بمعونة محرك مساعد. تصنع اليوم دراجاتي يحركها أكثر من راكب واحد. تشكل الدراجات إحدى وسائط النقل الأساسية في بعض بلدان العالم، وفي الدول النامية هي إحدى وسائط النقل الأساسية بسبب كلفتها الزهيدة، بينما يستخدمها سكان الحواضر الكبرى في أوروبا، وشمال أمريكا بسبب سرعة النقل بواسطتها خلال ساعات الاكتظاظ المروري

تستخدم الدراجة كأداة عمل أيضا، وكوسيلة فر ( الريكشا على سبيل المثال)، وللألعاب البهلوانية أمام الجمهور، أضف إلى ذلك أن ركوب الدراجة طريقة شائعة للتسلية والرياضة .

سجلت الدراجة كبراءة اختراع عام 1819، ومنذ ذلك الحين تطورت نماذج دراجات ذات تصميمات جلوس، وطرق تحريك مختلفة. غرض أول نموذج للدراجة الهوائية أمام الجمهور في باريس، وقد صممه المخترع الألماني دريس عام 1818، وكانت تحرك هذه الدراجة بواسطة الضغط بأرجل الراكب باتجاه الأرض، وكانت تعرف ب: “دراجة الدفع”. كانت لهذه الدراجة عجلتان تتحركان على نفس المحور، وتصلان بإطار خشبي، وكان الراكب يجلسن منفرج الترجلين فوق العجلتين، بينما تطأ قدماه الأرض وتدفعان الدراجة، وكان التوجيه يتم بواسطة العجلة الأمامية.

تزداد نسبة راكبي الدراجات في جميع أنحاء العالم، وما بدأ عندنا لعبة أطفال، غدا مجالا رياضيا للمحترفين، وهواية لمحبي الرياضة . بالإضافة إلى أن ركوب الدراجات فرع رياضي فوائده جمة، ويستطيع معظم السكان الأصحاء ممارسته، فإنه متاح وميسور

للجميع من الناحية الاقتصادية، إذ لا يجب أن نشتري دراجه فخمة، وتسد دراجة عادية الحاجة.
تعتبر رياضة ركوب الدراجات رياضة “خضراء”، وتتناغم الدراجة الهوائية مع البيئة بشكل مثالي، فهي لا تسبب تلويثا، ولا تلحق الضرر بالبيئة، وفي كثير من مدن أوروبا، مثل: أمستردام، وبرشلونة، شجع البلديات ركوب الدراجات، وفي كثير من المناطق يسمح فيها التنقل بواسطة الدراجات فقط، ويحظر دخول وسائط النقل الآلية الأخرى.

وفي دولتنا الغيرة يتزايد خلال الأعوام الأخيرة ركوب الدراجات، ويمكن رؤية هواة ركوب الدراجات في كل مكان في شوارع المدن، في الطريق إلى العمل، وفي الحدائق والمتنزهات. فما الذي يدفع الأشخاص من جميع أطياف المجتمع، ومن مختلف الشرائح إلى ركوب الدراجات؟ وما هي الأسباب التي تجعل راكبي الدراجات يتركون أرائكهم المريحة لممارسة رياضة تتطلب جهدا بدنياً مضنياً ؟

علاوة على الجانب البيئي، ثمة أسباب مقنعة لاختيار الركوب على دراجة هوائية كهواية رياضية ثابتة. إن أبرز حسنات هذه الرياضة هي فوائدها الصحية لمن يمارسها، ومنها: تثبيت نسبة الكولسترول المفيد مقابل الضار، وتحسين اللياقة البدنية، وتقليص احتمالات الإصابة بالتوبة القلبية، كما أن مداومة ركوب الدراجة يزيد من قدرة القلب والرئتين

أضف إلى هذا كله أن انخفاض ضغط الدم هو إحدى النتائج الثانوية المفيدة الناجمة عن ركوب الدراجات، وبسبب ذلك تنخفض احتمالات الإصابة بالأمراض المتعلقة بضغط الدم، كما يساهم ركوب الدراجات في تقوية العظام والعضلات، وتحفيز عملية الأيض التي تساهم في تخسيس الوزن.

وبالإضافة إلى الفائدة التي يجنها الذين يمارسون هذه الرياضة، لا يمكننا أن نتجاهل فوائدها النفسية، فهي تؤدي إلى زيادة إفراز الإندروفين ، الذي يساهم في تحسين الشعور العام بعد ممارسة النشاط البدني. يعود الذين يزاولون هذه الرياضة إلى بيوتهم منهكين، لكنهم سعداء، وتزداد ثقتهم بأنفسهم، ويشعرون بالرضا بعدما تحملوا الكد، والتعب.