الفصل الثالث

استجابة أدبية لرواية الشيخ والبحر للصف العاشر الفصل الثالث

القضية والموضوع :

رواية الشيخ والبحر للكاتب ارنست همنجواي تصدى فيها الى قضية الفقر والصراع المرير من أجل الحصول على لقمة العيش الشريفة ومتطلبات الحياة الضرورية وهي تمثل الصراع الإنسـاني مَع قوى الطبيعة التقليدي والمستمر والمتجدد بَيْنَ الإنسان المدافع والقوى المهاجمة ، أو بالأصح هو صمود الإنسان عندما يخوض صراعا ً، عندما يصمد رغم قسوة الصراع وطوله، حتى ولو خسر في النهاية، لا يكون قد خسر كليا ً، إنها خسارة جزئية، لأن الصمود في حد ذاته مكسب ، يكسبنا تعود أرواحنا على التحمل والصبر، وانتظار اللحظة المواتية

معلومات عن الاستجابة

  • المادة: لغة عربية
  • الصف: العاشر – الفصل الدراسي الثالث
  • عدد صفحات الملف 8
  • صيغة الملف  pdf

الفقرة الثانية

لهذا الصراع اختار همينغواي بحارا ً عجوزا ً يدعى سنتياجو يعمل على مركب صغير على شواطئ هافانا، يعمل مع سنتياجو صبي صغير كمساعد، ولمرور فترة طويلة لم يصد فيها العجوز شيئا ً – أربعة وثمانون يوما ً -، يقرر أهل الصبي سحب ابنهم من هذا العجوز المنكود وإلحاقه بصياد آخر، يحزن هذا العجوز كما يحزن الصبي الذي نرى في الصفحات الأولى مدى بره واهتمامه بمعلمه.

الفقرة الثالثة

يخرج العجوز في اليوم الخامس والثمانون وهو يأمل في كسر النحس واصطياد شيء، لهذا يبحر أبعد من العادة ويلقي شباكه، حيث تعلق بها سمكة ما، في البداية لا يدري الصياد ما هي، ولكنه يأمل أن تكون سمكة مارلين ضخمة، هذه السمكة العملاقة تمثل تحديا ً حقيقيا ً للصياد، فحجمها وقوتها الكبيرة تجعلها تجذب المركب خلفها، وتحتاج من الصياد متابعة مستمرة بحيث لا تقطع الحبل، الأمر الآخر أن حجم السمكة وطولها تجعله غير قادر على جذبها، كما أنه لو جذبها واستطاع قتلها كيف سيرفعها إلى داخل المركب؟(كيف لها أن تعرف أنني رجل عجوز…….)

وهنا فإن الصياد العجوز المكافح سرعان ما يكتشف ونكتشف معه أن فصلا جديدا من الجهاد والصراع العنيف بدأ من أجل الإيقاع بالسمكة الهائلة العتيدة التى فتنت سنتياجو وهيجت عواطفه، فراح يناجيها ويخاطبها قائلا: (أيتها السمكة، كم أحبك وأحترمك لكننى بالتأكيد لن أدعك تفلتين وسأنال منك شئتِ أم أبيت)

الأمر كله يبدو غير ممكن، ولكن العجوز لا يستسلم، يضع قوته في يديه، ويترك السمكة تسحبه ليومين، تصاب يده فلا يتوقف، بل يظل يذكر نفسه بقوة يديه عندما كان يتغلب على البحارة في تحديات قوة اليدين، كما يستعيد ذكرى لاعب بيسبول أمريكي مشهور، كان يلعب وهو مصاب في كعبه، لقد تحامل على آلامه وانتصر، والعجوز الذي يعشق البيسبول ويتابعها يتخذ هذا كمثال للصبر،كما يمني نفسه بالمبلغ الذي سيحصل عليه من بيع السمكة الكبيرة .

الفقرة الرابعة

في اليوم الثالث يفلح في جذب السمكة إلى الأعلى ثم يطعنها، ويربطها على جانب السفينة، ويفرد أشرعته عائدا ً إلى هافانا، ولكن الصراع لم ينته لازال على العجوز أن يبقى مستيقظا ً ليحمي غنيمته من القروش التي تبدأ هجومها وقد جذبتها رائحة الدم، وهنا يظهر صراع آخر و يبدو المشهد أسطوريا ً، والعجوز يطعن القروش التي تقضم السمكة الجميلة، تشوهها، يفقد العجوز الرمح، فيرتجل آخر، من مجذاف وسكين، ويواصل صراعه، وتواصل القروش هجومها،

وهنا تتجلى لنا صورة الإنسان وصراعه الدائم مع الحياة والمشاعر التي تراوده في صراعه هذا من فرح وحزن ويأس لتنتهي الرواية عندما يصل العجوز أخيرا ً إلى الشاطئ و تكون سمكته قد فقدت لحمها، وصارت هيكلا ً عظميا ً لا يظهر منه إلا الرأس والذيل وبذهاب العجوز إلى مسكنه، فهل خسر الصراع؟ ثلاثة أيام من الجهد وما عاد به ليس إلا هيكلا ً عظميا ً؟ لا…

فالصيادون يتجمعون حول مركبه يقيسون طول السمكة، حتى السياح يهتمون بهذا الهيكل المعلق إلى المركب، والصبي يأتي لزيارة العجوز ويعد بأنه سيعود للإبحار معه، لازال يريد أن يتعلم منه الكثير.

 الهدف من الرواية

الرواية حافز على التصميم والمثابرة تجلى في عودة الشيخ سالما بعد معركة شرسة مع سمكته الضخمة والقروش التي التهمتها و التي سيطر عليها بعد كفاح مرير .. ولكن كل ذلك لم يفقده ثقته بنفسه وعاد بالهيكل العظمي للسمكة وساما استقبله الجميع بكل إكبار وتقدير

وقد حاول أن يبرهن لنا الكاتب أن العزم والإصرار والصبر والإيمان كل هذه العوامل تمكن الإنسان من الوصول إلى هدفه وتحقيقه وفي مختلف مراحل عمره وحالاته الجسدية والاجتماعية والنفسية ،وهذا متمثل بسنتياغو العجوزالذي لم يعتريه اليأس يوما رغم فشله لأيام طوال في اصطياد السمك فقد أثبت للجميع مدى تحمله وصبره فقد تحمل المتاعب وواجه المخاطر حتى تحقق هذفه

وهذا ماجعلني أتعاطف معه وأكبّر فيه العنفوان واستمرارية الأمل وهو جدير بأن يكون مثلي الذي يحتذى في الثقة بالنفس والقدرة على التصميم وقوة الإرادة والعزم والتفاؤل في شتى مراحل عمري وصولا إلى أهدافي .

التقنيات والعناصر التي استخدمها الكاتب في الرواية:

في رواية ” الشيخ والبحر ” عني الكاتب بالسرد الوصفي في تصوير الملامح الجسدية للبطل واهتم بتتابع الأحداث في رحلة الصراع وجعل القارئ يعيش فصول المأساة وخطورة الأحداث.

و من خلال تصوير السمكة وضخامتها توضح الجهد المتعب الذي بذل للسيطرة عليها ، وعندما أبدع في تصوير الأقراش وأسنانها أظهر بكل براعة عظمة الشيخ وإرادته الحديدية وإصراره على الانتصار في النهاية أما اللغة فقد جعلت القارئ يحس بدقة التصوير وبراعته ويعيش التجربة من خلال العبارات الصادقة والدقة في الوصف  الحوار ، فمع أنه من نوع الخارجي (الديالوج) إلا إنه كان من طرف واحد هو الشيخ بينما أكملت الأطراف الأخرى نصيبها منه بالصمت الذي أنطقه الشيخ نفسه. حاور السمكة كما حاور القروش والقارب والبحر ونفسه. لم يكن الحوار مفتعلا رغم تفرد الشيخ به ..

بل تمكن من أن يصور بصدق إحساس العجوز بالفرحة بانتصاره الكبير واثبات وجوده وعزيمته واستشعار قوته.
مثال:أخذ العجوز يحادث السمكة ويقول:
– ليتنا حاربنا القروش بسيفك الذي في مقدمة فمك.. ولكني لا أملك بلطة لقطعه.. ولكن كم قتلنا من القروش وأوجعناها. ثم قال: سأحاربها حتى يدركني الموت
وتبدو روعة الحوار الداخلي (المونولوج) في النهاية وهو يلخص تجربته مع البحر في رحلة العذاب .. ويقولها لنفسه بصوت مرتفع
مثال (كيف لها أن تعرف أنني رجل عجوز…….) ؟

الرمز في الرواية رمزية الصبي في الرواية : إن الرباط الذي يربط الصبي مانولين بسانتياجو هو حلقة ربط بين الأجيال ، وهو الأمل في استمرار الحياة ، وحاجة الكبير إلى الصغير ، والصغير إلى الكبير والصقور رمزا للقوة في عليائها وحدّة مخالبها ومناقيرها ، ورأى في ذلك شبابه الذي مضى وترك له جسما نحيلا منهكا أشبه ما يكون بذلك الهيكل العظمي الذي يأبى أن يفارقه حتى آخر لحظة.

تحميل استجابة ادبية رواية الشيخ والبحر


كما يمكنك تصفح الملف على موقع مدرستي الإماراتية بشكل صور أو بشكل pdf

يمكنك الاشتراك بصفحتنا على الفيس بوك
تابعنا أيضاً على التليجرام

تصفح أيضا:
زر الذهاب إلى الأعلى