كتاب التطبيقات اللغوية المجلد الثاني اللغة العربية الصف العاشر الفصل الدراسي الثاني 2023-2024

كتاب التطبيقات اللغوية المجلد الثاني اللغة العربية الصف العاشر الفصل الدراسي الثاني 2023-2024

تعلمت في الفصل الأول أن النصوص تصنيفات كثيرة وفق ضوابط معينة كالاتي:

وكنت قد درست تصنيفها وفق النوع، وأصبحت ماهراً في التمييز بَيْنَ أَلْواعِهَا وَتَسميةِ كُل نوع وحان الوقت الآن لتعرف التصنيف الآخر الذي سيكون وفق الغرضِ إِذْ إِنَّ النصوص اغراضاً تتنوع وتختلف من نص الى اخر ولكنها لا تخرج عن الأغراض الاتية

الأغراض العادة     الأغراض الشخصية    الأغراض التعليمية      الأغراض المهنية

لِكُلِّ كَاتِبِ غَرَضٌ
فَعِنْدما يُمْسِكُ أَيُّ كَاتِبٍ قَلَمَهُ، أَوْ يَضَعُ أَصابِعَهُ عَلى لَوْحَةِ المَفاتيح لِيَكُتُبَ، فَإِنَّ لَدَيْهِ بِالتَّأْكِيدِ مَا يَقولُهُ، وَثَمَّةً دافِعُ يَدْفَعُهُ لِلْكِتَابَةِ، بِمَعْنى آخَرَ، لَدَيْهِ هَدَفُ يُمْلِي عَلَيهِ الكِتابَةَ ويَدْعُوهُ إِلَيْهَا، وَيُوَجِّهُهُ نَحْوَ نَص مُناسِبٍ لِغَايَتِهِ وَمَقْصِدِهِ. فَغايَتُهُ مِنْ كِتابَةِ قِصَّةٍ قَصيرَةٍ تَخْتَلِفُ عَنْ غايَتِهِ مِنْ كِتابَةِ تغريده أَوْ كِتابَةِ رِسالَةٍ إِلَى مُدِيرِهِ فِي العَمَلِ.

وَلِكُلِّ قَارِئ غَرَضٌ
وَلابُدَّ أَنْ لِلْقَارِي هَدَفًا مِنْ عَمَلِيَّةِ القِراءَةِ يَرْغَبُ في تَحْقِيقِهِ، فالقِراءَةُ مِثْلُ الكِتابَةِ نَشَاطٌ يُحَرِّكُهُ الغَرَضُ فَهُناك قِراءَةٌ عامةً، وَقِراءَةٌ خاصَّةٌ ، وَقِراءَةٌ تَعْليمِيَّةٌ، وَقِراءَةٌ مِهَنِيَّةٌ تَعْتَمِدُ عَلى السَّبَبِ الَّذِي يُوَجِّهُ القَارِئَ نَحْوَ النُّصوص.

ولأنَّكَ في فضاءاتِ النُّصوص إِما أَن تَكون كاتِبَا أَوْ قَارِنَا فَلَا بَدْ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهُ
إِذا قَرَأْتَ قِصَّةً قَصِيرَةً فَغرَضُكَ شَخْصِي لِأَنَّ القِصَّةَ سَتُخاطِبُكَ وَحْدَكَ وَتُؤَثْرُ فِيكَ، وَلَأَنَّكَ تقرؤها بِدافِعِ مِنْ ميولك الشَّخْصِيَّةِ، وَرَغْبَتِك في الاستمتاع بِالنَّصَّ وَلُغَتِهِ، وَهُوَ نَفْسُهُ غَرَضُ كَاتِبِ القِصَّةِ الَّذِي يَسْعَى إِلَى إشْراكِكَ مَعَهُ، والتأثير فيكَ مِنْ خِلالِ تقديم عَناصِرَ سَرْدِيَّةٍ مُتَنَوعَةٍ وَمُتَشَابِكَةٍ.

لَكِنْ عِنْدَمَا تَقْرَأْ نَضًا فِي كِتابِكَ المَدْرَسِي عَنْ “ظاهِرَةِ الاحْتِباسِ الحَرارِيِّ مَثَلًا، فَإِنَّكَ بِذلِكَ تَقْرَأْ نَصًا ذَا غَرَضِ تَعْليمِيُّ، يُقَدِّمُ لَك المعلوماتِ والمَعارِف وَهُوَ ذاتُ الهَدَفِ الَّذي سعى إِلَيْهِ الكَاتِبُ مِنْ كِتَابَةِ نَصَّ كهذا، وَهُوَ أَنْ يُعَرِّفك على هذهِ الظَّاهِرَةِ فَيُضيف إلى معلوماتِكَ عَنْها شيئًا جديدًا.

بينما حينَ تَرْغَبُ في الحصول على وظيفة في إحدى جهاتِ العَمَلِ ، فَإِنَّكَ سَتَقَدم سيرتك الذاتية التي لِغَرَضِ مِهَنِي، وَسَيَقْرَؤُها المُوَظَّفُ المَسْؤولُ لِلْغَرَضِ نَفْسِهِ.

أَمَا إِذا طَالَعَكَ مُلْصَقٌ إِعْلَانِيُّ في مَكانٍ ما عَنْ عُروض وَخُصوماتٍ عَلى بَضائع أَحَدِ المَتاجِرٍ ، فَلِذلِكَ

الإِعْلَانِ غَرَضٌ عام؛ لِأَنَّهُ تَناوَلَ مَوضوعًا يَهْتَمُ بِهِ أَفْرادُ المُجْتَمَع كافةً، أَيْ أَنَّهُ لَمْ يُكْتَبُ لِفِئَةٍ مُحَدَّدَةٍ.

بذلك، صارَ مَعْلُومًا لَدَيكَ أَنَّ لِلنُّصوصِ مِنْ حَوَلِكَ أَغْرَاضًا أَرْبَعَةَ، تُلَخْصَها كَالآتي:

1- الأغراض العامة
تَتَعَلَّقُ بِأَنْشِطَةِ وَاهْتِمَامَاتِ المُجْتَمَع كَله، وَتَكونُ مُوجَهَةً إلى النَّاسِ كافةً، ومِنْ أَمْثَلَتِها: الوَثَائِقُ الرَّسْمِيَّةُ والمعلومات عَنِ المُناسبات العامة، والإعلانات العامةُ بِنَوْعَيْها: المطبوعةِ والإلكترونية

2- الأغراض الشخصية:
تهدف إلى إرضاء اهتماماتِ القَرْد الشَّخْصِيَّة، وتلبي حاجاته للترفيه والمُتعَةِ، كما تُرْضِي ذَوْقَهُ مِنَ النَّواحي العملية والفكرية والأدبية، بالإضافة إلى تنمية إمكاناته الذاتية ومتطلباتِهِ لِتَحْسينِ وَتَطوير علاقاتِهِ الشَّخْصِيَّةِ مَعَ الْآخَرِينَ
ومن أمثلتها الرسائل الشخصية، والقصص والروايات، والسيرة الذاتية، والأنشطة الترفيهية، والبريد الإلكتروني، ومُنتَدَياتُ تَدْوينِ المُذكرات.

الأغراض التَّعْلِيمِيَّة:
تعني الحصول على المعلوماتِ عادَةً بِوَصْفِها جُزْءًا مِنْ مَهَمَّةِ تَعَلُّم أَوْسَعَ، وَغالِبًا لَا يَخْتَارُ القَارِئُ هَذِهِ المَوادِّ، بل يُعينُها لَهُ المُخْتَصّونَ الَّذِينَ يَقومونَ بِتَصميم مُحْتَوى النُّصوصِ التَّعْليمِيَّةِ بِشَكلٍ خاص لِغَرَضِ التَّعْليم، ومِنْ أَمْثَلَتِها: الكتب الدراسِيَّةُ، وَبَرْمَجِيَاتُ التَّعَلم التَّفَاعُلِيَّةُ.

الْأَغْرَاضُ المِهَنِيَّةُ:
ترتبط ببيئةِ العَمَلِ وَالمِهَنِ المُخْتَلِفَةِ ، وتَنْطَوِي عَلى إِنْجَازِ بَعْضِ المَهامُ الفَوْرِيَّةِ مِنْ أَمْثَلَتِهَا: البَحْثُ عَنْ وَظِيفَةٍ، سواء في قسم الإعلانات في الصُّحُفِ المَطبوعَةِ أَوْ عَلى شَبَكَة الإنترنت، وَالتَّعْمِيماتِ المُرْتَبِطَةِ بِجِهَةِ العَمَلِ، والإرشاداتِ الصَّادِرَةِ مِنْ إداراتِ المِهَنِ المُخْتَلِفَةِ لِلْمُوَظَّفين.

قضاءُ النَّص
مثل القضاءِ الَّذِي لا تَحُدُّهُ حُدودٌ، وَلا تُؤطره ابعاد، يكون النص. فالأغراضُ الأَرْبَعَةُ قَدْ تَتَداخَلُ فِي بَعْضِ النصوص، فترى أَنَّ لِلنَّصُ عَرَضَيْنِ أَحْيَانًا، وَلَا غرابة في ذلك.

ما غَرَضُ القَارِيِّ والكَاتِبِ؟
هذا هو السؤالُ الجَوْهَرِيُّ الَّذِي سَيَقودُكَ مُباشَرَةً إلى تمييز النصوص وَفْقَ أَغْراضِها السَّابِقَةِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فَحَسْبُ بَلْ هُوَ المِفْتَاحُ الَّذِي سَيَكْشِفُ لَك مَوْضوعَ النَّصَّ وَأَفَكارَهُ الَّتي يُريدُ الكَاتِبُ أَنْ يُوصِلَهَا لَكَ، فَإِذَا قَرَأْتَ فَاسْأَلْ نفسك
ما هَدَفِي مِنَ القراءة؟
ماذا سَيُحَقِّقُ لِي النص؟
وَإِنْ قَرَّرْتَ أَنْ تَكْتُبَ فَعَلَيْكَ أَنْ تُفكَّرَ فِي هَذِهِ الْأَسْئِلَةِ
ما غَرَضي مِنَ الكِتابَةِ؟ وماذا أريدُ أَنْ أَكُتُبَ؛ وَلِمَنْ؟

كيف أحَدُد غَرَضُ النَّص (نشاط تدريبي)
لا شك أنَّكَ تَعَرَّضْتَ لِنُصوص كثيرة عن القهوة، والنصوص الآتية نماذج مِنْهَا، سَتَجِدُ أَنَّ لِكُلِّ نَصَّ مِنْهَا غَرَضًا مُخْتَلِفًا، سَتَصِلُ إِلَيْهِ بِسُهولةٍ بَعْدَ أَنْ تُجِيبَ عَنْ بَعْضِ الأَسْئِلَةِ.

أَوَّلا: إطلاق مبادرة تحدّي محو الأُمِّيَّةِ

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال افتتاح سموه قمة المعرفة في دورتها الرابعة، مبادرة «تحدّي مَحْوِ الأُمِّيَّةِ»، التي تستهدفُ ثلاثين مليون شاب وطفل عربي حتى عام 2030، وذلك بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومنظمة اليونيسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وبارك سموه المبادرة وتمنى لها تحقيق أهدافها في توفير مقومات التعليم لهذا العدد الكبير من الشباب العربي والأطفال على مساحة الوطن العربي الكبير. وأكد سموه، أنَّ الهدف من قمَّةِ المعرفة جمع العقول لمناقشة قضايا المعرفة والخبراء لمناقشة أفضل تجاربها، والأكاديميين لوضع حلول لتحدياتها. فيما كشفت نتائج مؤشر المعرفة العالمي، التي أُعْلِنَ عنها، على هامش فعاليات قمة المعرفة 2017، عن تصدر دولة الإمارات في مؤشر المعرفة العالمي، فيما جاءَتْ في المرتبة 25 عالميًا متفوقة على دول كبيرة مثل كندا والصين وإيطاليا.

بَعْدَ تَأْملِ النَّص السابق، أَجِبْ عَن الأَسئِلَةِ التَّالِيَةِ لِتُحَدِّدَ غَرَضَهُ.
1. هَلِ النَّصُّ مُوَجَّهُ لِعُموم القُرَاءِ؟ نعم (   )  لا (   )
2. هَلَ مَوْضُوعُ النَّصَّ مُتَعَلِّقُ بِاهْتِمَامَاتِ المُجْتَمَع كَكُل؟ نعم (   )  لا (   )
3. هَلِ النَّصُّ مُتَداوَلٌ فِي المَواقِعِ الإِخْبَارِيَّةِ العَامَّةِ؟ نعم (   )  لا (   )
4. هَلَ لُغَةُ النَّصَّ وَاضِحَةُ يَفْهَمُهَا عَامَّةُ النَّاسِ ؟نعم (   )  لا (   )
إذا كانَتْ كُلُّ إجاباتك (نعم)، فَإِنَّ غَرَضَ هذا النَّصَّ عام.